تم التعرف على الفاعل الذي قام بتنفيذ الهجوم الذي أرعب مركز بونداي للتسوق في ويستفيلد، بسيدني. المسؤول عن هذه الجريمة المروعة يدعى جويل كاوتشي، وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاماً، من سكان ولاية كوينزلاند، وانتقل إلى سيدني قبل شهر قادماً من بريسبان.
في تمام الساعة الثالثة من عصر يوم السبت، قام كاوتشي بمهاجمة زوار المركز التجاري بسكين، مما أسفر عن وفاة ستة أشخاص، بينهم خمس نساء، وإصابة 12 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
بعد هذا الحادث المأساوي، باشرت الشرطة تحقيقاتها للوقوف على خلفيات ودوافع الجريمة.
بالنسبة للشرطية التي تصدت للمهاجم وأطلقت النار عليه، لا تزال التحقيقات جارية لفهم التسلسل الزمني للحادثة وتقييم تصرف الشرطية ومدى مطابقتها للقوانين والإجراءات المعتمدة.
من هو جويل كاوتشي؟
في تصريح صباح الأحد، أكد مساعد المفوض أنتوني كوك أن الشخص الذي نفذ الهجوم في مركز بونداي كان معروفاً لدى السلطات في ولايته وكان يواجه مشاكل في الصحة العقلية.
وأضاف كوك أن الشرطة تتواصل مع أسرة المشتبه به وتعاونها في التحقيقات، موضحاً أنهم تمكنوا من تحديد منشأة تخزين استولى عليها المهاجم بعد وصوله إلى سيدني.
من جهته، أوضح روجر لوي، مساعد مفوض شرطة كوينزلاند، أنه لم يتم القبض على كاوتشي أو توجيه اتهامات له في ولايته، وأنه لم يتم العثور على سكاكين كانت بحوزته بطريقة غير قانونية.
وأشار لوي إلى أن عائلة كاوتشي تواصلت مع السلطات بعد مشاهدتها له في التقارير التلفزيونية، موضحاً أنها كانت تعلم بوجوده في سيدني لكن أفرادها لم يكونوا يتواصلون معه بانتظام.
من ناحية أخرى، أكدت هيئة الصحة في كوينزلاند يوم الأحد أن المشتبه به كان يتلقى علاجاً لمشاكل في الصحية العقلية منذ فترة طويلة، لكن تم نقل رعايته إلى طبيب نفسي في القطاع الخاص عام 2012.
Paramedics treated patients at the scene, and police declared it a critical incident. Source: AAP / Steve Markham
هل حددت الشرطة الدافع وراء الهجوم؟
أكد كوك أن الشرطة لم تحدد بعد الدافع وراء الهجوم المروع.
وأوضح قائلاً: "نحن نعلم أن الجاني في هذه القضية يعاني من مشاكل في الصحة العقلية... في هذه المرحلة يبدو أن هذا مرتبط بالصحة العقلية للفرد المعني".
وأضاف قائلاً: "لم نتلق أي دليل، ولا توجد معلومات استخباراتية تشير إلى أن هذا كان مدفوعاً بأي دافع أو أيديولوجية معينة أو غير ذلك".
ضحايا الهجوم
الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بما في ذلك خمس نساء ورجل، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر.
وتوفي أربعة من الضحايا على الفور في موقع الحادث، وكانت أعمارهم تتراوح بين 20 و55 عاماً، بالإضافة إلى رجل في الثلاثينيات من العمر كان يعمل كحارس أمن.
وتوفيت الضحية الخامسة في مستشفى سانت فنسنت مساء السبت.
حتى الآن، تم تسمية اثنين فقط من الضحايا، حيث كان اثنان منهم لا يملكان عائلة في أستراليا.
أحد الضحايا هي داون سينجلتون، البالغة من العمر 25 عاماً، وهي ابنة رجل الأعمال الأسترالي جون سينجلتون، وتم نعيها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفقاً لصحيفة ديلي تلغراف في سيدني، شملت قائمة الضحايا آشلي جود، الأم التي أوصلت طفلتها المصابة والبالغة من العمر تسعة أشهر إلى أحضان الغرباء وتوسلت لهم بالمساعدة قبل أن تفقد وعيها.
وأعلن وزير الصحة في نيو ساوث ويلز، رايان بارك، عن وفاة جود في وقت لاحق متأثرة بجراحها، في حين ظلت ابنتها هارييت في حالة حرجة في وحدة العناية المركزة بمستشفى الأطفال في راندويك.
وارتفع عدد الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفى بثلاثة، ليصل العدد الإجمالي إلى 12.
من الشرطية التي قتلت المهاجم؟
لقي كاوتشي حتفه برصاصة أطلقتها شرطية في موقع الحادث، تدعى إيمي سكوت.
وأشاد رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينز، بسكوت على شجاعتها وبطولتها، قائلاً: "إيمي سكوت... اندفعت باتجاه الخطر، وأظهرت احترافية وشجاعة، ودون أدنى شك، أنقذت العديد من الأرواح خلال الـ 24 ساعة الماضية".
أضاف مينز: "إنها مع عائلتها اليوم، وهو أمر مهم. لكن هذه الولاية تدين لها بامتنان كبير."
من جهته، أعرب كوك يوم الأحد عن فخره بالشرطية، قائلاً: "نحن فخورون للغاية بتصرفات الشرطية المعنية ليلة أمس، ونقدم لها كل الدعم الذي تحتاجه."
وأوضح كوك أن مركز تسوق وستفيلد بونداي جنكشن سيظل مغلقاً خلال الأيام المقبلة بسبب كونه مسرحاً للجريمة، مع استمرار التحقيقات الدقيقة والمستمرة.
وقال كوك: "هذا مسرح جريمة كبير. نحن بحاجة لمراجعة كل جانب من جوانب مسرح الجريمة، بالتفصيل الدقيق، للتأكد من أننا نقوم بذلك بشكل صحيح. سنقوم بالأشياء بأسرع ما يمكن عملياً، لكن ذلك سيأخذ وقتاً".
أضاف: "هذه مشاهد صعبة للغاية. لكن... سنواصل إحراز تقدم ونستمر بالتحقيق."
من جانبها، أشارت الشرطة إلى أن التحقيق قد يستغرق أسابيع، قائلة: "سيستمر التحقيق لعدة أيام وربما أسابيع، حيث سنحدد ليس فقط حركة الجاني، وليس بالأمس فقط، لكن أيضاً الساعات والأيام والأسابيع من حياته التي سبقت ما جرى البارحة. سيستغرق الأمر بعض الوقت".
