قالت الصحفية أنطوانيت لطوف إنها "مستعدة للقتال مهما كلف الأمر" بعدما وصلت جلسة الاستماع الأولى في خلافها مع شبكة ABC إلى طريق مسدود.
وتدعي لطوف أن إنهاء عملها من شبكة ABC كان غير قانوني وأن قرار الشبكة بفصلها بعد أن شاركت منشوراً من هيومن رايتس ووتش يزعم أن إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب في غزة يعني أنه تم فصلها على أساس "رأي سياسي".
وذكرت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد أنه قبل قيام شبكة ABC بإقالة لطوف، تعرضت إدارتها إلى "حملة ضغط رفيعة المستوى"، بما في ذلك من قبل مجموعة "محامون من أجل إسرائيل"، التي طالبت بإقالة لطوف.
لكن شبكة ABC قالت إن الضغوط الخارجية لم تلعب دوراً في قرار إقالة لطوف من وظيفتها المؤقتة كمذيعة لبرنامج Sydney Mornings على راديو ABC في كانون الأول/ديسمبر.
من هي أنطوانيت لطوف؟
جمعت أنطوانيت لطوف بين الصحافة والنشاط، فهي عملت عبر منصات التلفزيون والإنترنت والإذاعة الأسترالية بينما كانت تناصر القضايا الاجتماعية.
وفي عام 2019، صدر كتابها "كيف تفقد الأصدقاء وتؤثر في الأشخاص البيض" والذي يوصف بأنه "دليل حول كيفية إيجاد التوازن بين أدوار الناشط والمدافع والحليف".
لطالما كانت طوف مدافعة عن قضايا مختلفة.
Lattouf has been a longtime advocate for different causes. Credit: Instagram
وشاركت لطوف كمتحدثة في عدة مناسبات عامة، بما في ذلك محاضرة TEDx في سيدني عام 2022 حول التمييز، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي حول القضايا الإنسانية بما في ذلك تلك المتعلقة بالصراع بين حماس وإسرائيل.
ما سبب خلاف أنطوانيت لطوف مع شبكة ABC؟
وتم إقالة لطوف قبل يومين من نهاية فترة عملها التي استمرت خمسة أيام في راديو ABC سيدني في كانون الأول/ديسمبر.
وفقاً لما قدمته لطوف إلى لجنة العمل العادل، أشارت ABC إلى انتهاك سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها كسبب لفصلها.
ويُزعم أن لطوف شاركت مقطع فيديو من هيومن رايتس ووتش على حسابها الشخصي على إنستغرام، زعمت فيه المنظمة أن إسرائيل تقوم بتجويع المدنيين كسلاح حرب في غزة، وتمنع تسليم الغذاء والماء والوقود.
وبحسب ما ورد، أعادت لطوف نشر المحتوى مع التعليق: "هيومن رايتس ووتش تتحدث عن المجاعة كأداة للحرب".
ووصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ادعاءات هيومن رايتس ووتش بأنها "كاذبة".
Journalist Antoinette Lattouf (second from left) pictured after leaving a Fair Work Commission hearing at the Wentworth Chambers in Sydney on Thursday. Source: AAP / Toby Zerna
وذكرت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد أن لطوف، التي كانت تشغل منصب سارة ماكدونالد، مضيفة سيدني مورنينج بينما كانت الأخيرة في إجازة، تم إبلاغها بإنهاء عملها بعد ظهر يوم الأربعاء ولم يُسمح لها بالعودة إلى العمل في اليوم التالي.
وأوضحت شبكة ABC أن لطوف كانت تعمل بعقد قصير الأجل وكانت مقدمة برامج غير رسمية.
وقالت ABC أيضاً إن لطوف حصلت على أجر مقابل الحلقات الخمس التي قدمتها.
أما لطوف فأعربت عن خيبة أملها من قرار ABC وكتبت على وسائل التواصل الاجتماعي أنها شعرت أن إنهاء عملها غير قانوني.
وكتبت: "هذا ليس فوزا للصحافة أو التفكير النقدي العادل".
ماذا حدث في لجنة العمل العادل؟
خلال جلسة الاستماع التي عقدت يوم الخميس في سيدني، زعمت لطوف أنها طُردت ليس فقط بسبب رأيها السياسي ولكن أيضاً بسبب عرقها وتراثها الثقافي اللبناني الأسترالي.
ولم يتم التوصل إلى قرار يوم الخميس وسيستمر النظر في القضية.
وقالت للصحفيين خارج مقر اللجنة، "المسألة لم تحل اليوم لكن القتال مستمر وأنا مستعدة ومستعدة للقتال مهما كلف الأمر".
"هذه قضية مهمة لأنها لا تتعلق بي فقط. إنها تتعلق بحرية التعبير، إنها تتعلق بالعنصرية ... والأهم من ذلك، أنها تتعلق أيضاً بأن تكون ABC مؤسسة عادلة ومستقلة وقوية."
وتقول شبكة ABC في تقريرها المقدم إلى اللجنة، إن قضية لطوف "خاطئة بشكل أساسي وكلي".
ويؤكد الطلب أن عملها المؤقت قد تم إنهاؤه لأنه يُزعم أنها "فشلت أو رفضت الامتثال للتوجيهات بعدم نشر محتوى مثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي".
ما هي ردود الفعل على إقالة أنطوانيت لطوف؟
رفض وزير الصناعة إد هوسيك، الذي كان يتحدث في كانبرا يوم الأربعاء، التعليق بشكل مباشر على قضية لطوف، لكنه وصف هذا النقاش بأنه مهم.
"أحد الأشياء التي نقدرها في الأنظمة الديمقراطية هو قدرتنا على التعبير عن رأينا... هناك دائما مجال للرأي في الشأن العام [لكن] ليس هناك مجال لخطاب الكراهية، ولا مجال لخلق هذا الانقسام".
في وقت لاحق من ذلك اليوم، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، متحدثاً في مؤتمر صحفي في تسمانيا، إنه لن ينتقد تصرفات شبكة ABC مشدداً أن "ABC هي هيئة مستقلة عن الحكومة".
"إنها بالطبع مملوكة للقطاع العام، لكنني لا أريد خلق قضية أخرى وهي أن يحاول البرلمانيون الحاليون توجيه شبكة ABC أو حتى أن يُنظر إليهم على أنهم يحاولون توجيهها."
