مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وحماس واحتلاله صدارة الأخبار في الأيام القليلة الماضية، قد تشعر بقدر استثنائي من التوتر أو القلق.
يقول الدكتور غرانت بلاشكي، المستشار السريري الرئيسي لمنظمة Beyond Blue، إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تعرضنا لـ "قدر من الخوف والصدمات لم نشهده من قبل".
وقال لأس بي اس، "غالباً ما تكون اللقطات قوية بصرياً ولها طابع طارئ".
"الأمر غير خاضع للمعايير الصحفية أو التحريرية التي قد تراها في الصحف أو التلفزيون، لا يوجد أي اعتبار للتأثير على العائلات أو الأشخاص دون السن القانونية أو الأفراد الضعفاء، وهذا يعني أن الناس يتعرضون لبعض اللقطات المروعة التي تسبب الكثير من الانزعاج".
إذاً كيف يمكنك حماية صحتك العقلية، مع الاستمرار في التفاعل مع ما يحدث؟
توقف عن متابعة أخبار الموت
يقول بلاشكي إنه على الرغم من الطبيعة المؤلمة للعديد من الأحداث الإخبارية، إلا أن "هناك انفعالات تدفعنا للمشاهدة والتفاعل".
"يمكن أن يكون لدى كل واحد منا هذا النوع من الاهتمام الضار".
There's only so much bad news one person can handle. Source: Getty / Isabel Pavia
وقال لأس بي أس، "على الرغم من أن البشر يتمتعون عموماً بقدرة طبيعية على الصمود، إلا أننا جميعاً لدينا نقطة تحول".
"يمكن أن يبدأ ذلك بإرباكنا عاطفياً إذا تفاعلنا مع هذا المحتوى كثيراً، أو إذا كان هناك أشخاص نهتم بهم يمرون بتلك التجربة المروعة."
"أنت بحاجة لمراقبة مستويات التوتر لديك والبدء في معرفة متى قد تتجه إلى منطقة الضيق هذه."
وقال بلاشكي، "إذا وجدت نفسك وسط مشاهد الموت أو مقاطع الفيديو المؤلمة عبر الإنترنت، هناك خمسة أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك:
- هل هذا صحي عقلياً بالنسبة لي؟
- هل هناك شيء أكثر فائدة يمكنني القيام به لمساعدة الضحايا في هذا الوقت؟
- هل أنا مجرد أداة في حملة دعائية؟
- هل يتم التلاعب بي بواسطة خوارزميات منصة التكنولوجيا؟
- هل لدي خطة للتحكم في تفاعلي مع وسائل الإعلام، بدلاً من أن أكون متلقياً سلبياً؟
وأضاف أنه إذا كنت شخصاً تهوى المحتوى البصري بشكل خاص، فقد يكون من الأفضل أن تتابع الأخبار عبر الراديو.
لا تشارك في الجدال عبر الإنترنت
غالبًا ما تنتقل الانفعالات القوية المرتبطة بالأحداث الإخبارية الكبرى إلى وسائل التواصل الاجتماعي على هيئة جدال عقيم، وهو أمر ينصح كل من بلاشكي وكاربوني بتجنبه.
"من السهل جداً الانجرار إلى النقاشات العاطفية عبر الإنترنت".
"لكن الحقيقة هي أنه من الصعب جداً تغيير آراء الآخرين، وللأسف، بعض الأشخاص لا يتواجدون هناك لإجراء محادثة - إنهم يحاولون استفزازك، ويحاولون أن يسببوا لك الضيق".
"أنت حقاً بحاجة لمعرفة متى يجب عليك عدم المشاركة في هذا النوع من المناقشات."
ضع الأمور في نصابها
هناك طريقة أخرى لحماية صحتك العقلية أثناء الأحداث الإخبارية المؤلمة وهي إبقاء الأمور في نصابها، حسب بلاشكي وكاربوني.
وقال كاربوني: "لقد مررنا بتجارب مؤلمة جداً كبير في أستراليا على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية … لكن علينا أن نتأكد من عدم الانغماس في السلبية".
وقال إنه من المهم أن نتذكر أن هناك أشخاصاً يعملون بنشاط لحل أي مشكلة.
اقرأ أيضاً
أستراليا تنعي أول ضحية لها في أحداث غزة
اعتنِ بنفسك
يقول بلاسكي وكاربوني إن استخدام استراتيجيات الرعاية الذاتية الأساسية مهم أيضاً في الحفاظ على الصحة العقلية.
هذه الاستراتيجيات هي:
- المحافظة على روتينك المعتاد
- الحفاظ على نشاطك
- تناول الطعام بشكل جيد
- الحصول على قسط كافٍ من النوم
- التنشئة الاجتماعية
- الحد من استهلاك الكحول
- التحدث مع الأصدقاء والعائلة حول ما تشعر به
- طلب المساعدة من المهنيين
إذا لم تنجح أي من هذه الاستراتيجيات، فقد يكون ذلك علامة على أنك بحاجة إلى مساعدة متخصصة.
يقول بلاشكي، "بعض العلامات هي أن مشكلات صحتك العقلية تتداخل مع الحياة اليومية، لذلك لا تستطيع القيام بمسؤولياتك العادية أو الذهاب إلى العمل.. أو تجد أنك تجتر نفسك - ولا تستطيع التوقف عن التفكير في الأشياء - أو لا تستطيع النوم".
وقال إنه عندما تبدأ باختبار هذا الشعور، يمكنك طلب الدعم من منظمات الصحة العقلية مثل Beyond Blue.
خيار آخر هو زيارة طبيبك ودعوته لبدء خطة للصحة العقلية لك حتى تتمكن من الحصول على الدعم النفسي المناسب.
