أشارت الشرطة في نيو ساوث ويلز الأسبوع الماضي إلى عبارة "معروف لدى الشرطة" في بياناتها عن حادثتي طعن منفصلتين في سيدني.
بعد حادث الطعن الجماعي المميت في مركز بوندي جانكشن ويستفيلد، قالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز، كارين ويب، إن المهاجم جويل كاوتشي "أصبح معروفاً لدى سلطات إنفاذ القانون" في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند بسبب "قضايا تتعلق بالصحة العقلية" ولكن لم يكن "معروفاً لديها من ناحية جنائية".
من جهة أخرى، قالت السلطات إن الفتى البالغ من العمر 16 عاماً الذي يُزعم أنه هاجم الأسقف مار ماري عمانوئيل في كنيسة الراعي الصالح في غرب سيدني مساء الاثنين كان "معروفاً للشرطة" أيضاً.
ووجهت إليه في وقت لاحق تهمة ارتكاب عمل إرهابي، وتم رفض الإفراج عنه بكفالة في جلسة استماع يوم الجمعة. وتصل العقوبة القصوى لهذه الجريمة إلى السجن مدى الحياة.
وعندما سُئلت يوم الثلاثاء، قبل توجيه التهمة، عن طبيعة علاقة الفتى بالشرطة، قالت المفوض ويب: "لم يكن معروفاً جيداً لدى الشرطة".
"أعتقد أن الشيء المهم هنا هو أنه لم يكن معروفاً لنا من وجهة نظر إرهابية، ولم يكن مدرجاً على أي قائمة مراقبة للإرهاب... هذه هي المرة الأولى التي يلفت انتباهنا فيها هذا الشخص بهذه الطريقة".
ماذا تعني عبارة "معروف لدى الشرطة"؟
لا يوجد تعريف واضح لما تعنيه عبارة "معروف لدى الشرطة"، وفقاً للدكتور مايكل كينيدي، المحقق السابق وأستاذ الدراسات الشرطية بجامعة نيو إنجلاند.
وقال: "من الناحية الفنية، أي شخص - سواء كنت ضحية أو شاهداً أو مرتكب جريمة ما - سيكون مثيراً للاهتمام بالنسبة للشرطة".
وقال إن جميع أنواع التصرفات يمكن أن تؤدي إلى لفت انتباه السلطات إلى شخص ما، وهذا لا يعني بالضرورة أن الشخص متهم بارتكاب جريمة.
وأضاف: "على سبيل المثال، يمكن لأي شخص يشتري شركة مملوكة سابقاً لمجرم أن يتم أخذ بياناته وحفظها".
LISTEN TO
هل يعتبر الوقت الحالي مناسبًا للاستثمار في السوق العقاري؟ خبير عقاري يجيب
SBS Arabic24
24/04/202409:06
ماذا تعني هذه العبارة على مستوى أستراليا؟
في حين أن مصطلح "معروف للشرطة" هو مصطلح واسع النطاق، إلا أن غالبية أقسام الشرطة الأسترالية قالت إنه يستخدم في الغالب في سياق جريمة أو سلوك إجرامي.
واتصلت أس بي أس بكل ولاية قضائية تابعة للشرطة وسألتها عن كيفية تعريف قسمها لهذا المصطلح.
قال متحدث باسم شرطة تسمانيا إن عناصرها "قد يشيرون على نطاق واسع إلى الجاني المزعوم في مسألة جنائية على أنه معروف لدى الشرطة".
وقال متحدث باسم شرطة نيو ساوث ويلز إن شرطة نيو ساوث ويلز تستخدم هذا التعبير في الغالب في "سياق الجريمة وتشير الشرطة إلى أي تفاعلات سلبية سابقة".
وقدمت شرطة فيكتوريا تفسيراً مماثلاً، قائلة إنها تستخدم عادة المصطلح للإشارة إلى "الشخص الذي لفت انتباه الشرطة بخصوص أنشطة شائنة".
وقال متحدث باسم الشرطة: "تتعلق هذه الأنشطة عموماً بالجريمة أو السلوك الإجرامي، وعدم التسجيل كمفقودين أو الإبلاغ عن جريمة"، مشيراً إلى "عدم وجود تعريف رسمي".
وقالت قوة شرطة غرب أستراليا إن هذا المصطلح يستخدم علناً لتأكيد التاريخ السابق للجاني مع الشرطة.
وقال المتحدث: "قد تكون هذه اتهامات سابقة أو ارتباطات بالشرطة"، مشيراً أيضاً إلى "أننا لا نستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الشهود".
كيف يتم تخزين المعلومات؟
قدمت بعض الإدارات مزيداً من التفاصيل حول كيفية تخزين المعلومات المتعلقة بتفاعلات الشرطة، بما في ذلك في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وفيكتوريا ومقاطعة العاصمة الأسترالية والإقليم الشمالي.
على سبيل المثال، قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن قاعدة بيانات الكمبيوتر الخاصة بالشرطة تخزن المعلومات المتعلقة بجميع التفاعلات، بما في ذلك التفاعل كضحية أو مشتبه به أو متهم بارتكاب جريمة. . لدى شرطة فيكتوريا "قواعد بيانات مختلفة" يمكن استخدامها قبل الإشارة إلى شخص ما على أنه "معروف لدى الشرطة".
أشارت شرطة مقاطعة العاصمة الأسترالية إلى "قاعدة بيانات إدارة الحالات" باعتبارها سجلاً للتفاعلات، لكنها شددت على أن هذا "ليس لتتبع الأشخاص، ولكن لتسجيل الحوادث التي تم استدعاء الشرطة بخصوصها أو للتحقيق فيها".
على المستوى الفيدرالي، قال المتحدث باسم الشرطة الفيدرالية إنها "تستخدم نظام معلومات الإدارة عبر الإنترنت الخاص بالشرطة (PROMIS)، وهو عبارة عن قاعدة بيانات قابلة للبحث".
ووفقا لكينيدي، فإن قواعد البيانات تنشئ سجلاً دائما يمكن للسلطات الرجوع إليه.
LISTEN TO
هل تضلل متاجر السوبرماركت الكبرى المشترين؟
SBS Arabic24
24/04/202407:38
وقال: "إنهم [الشرطة] يمكنهم إدراج اسمك في قاعدة البيانات، وسيتم ظهور أي تفاعلات أو معلومات سابقة".
"سيكون لدى الشرطة طرق مختلفة لتسجيل هذه التفاعلات، مما يعني أن شخصاً معروفاً في ولاية ما قد لا يكون موجوداً في ولاية أخرى. إنه نظام غامض".
مخاوف بشأن "القوالب النمطية الضارة" والإضرار بالسمعة
قال المحامي والباحث في القانون الجنائي الدكتور آدم بوكر إن الطبيعة الغامضة لهذه العبارة تنطوي على مخاطر قانونية.
وقال: "يثير هذا المصطلح تكهنات بسبب طبيعته المرنة، ويمكن أن يؤدي إلى قوالب نمطية ضارة".
"على سبيل المثال، الإعلان عن أحد أفراد الأمم الأولى أو شخص مسلم بأنه "معروف لدى الشرطة" يمكن أن يعزز سرديات جرمية.
"شخص تم تحديده على أنه يعاني من مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى شيطنة الأمراض العقلية".
ويرى بوكر أن هذه العبارة تحمل خطر الإضرار بالسمعة.
وأضاف: "القول بأن شخصاً ما "معروف لدى الشرطة" يمكن أن ينزع الشرعية عن المشتبه به ويمكن أن يؤثر على حقه في محاكمة عادلة وافتراض البراءة".
"في حين أن توضيح أن الشرطة كانت لها تفاعلات مع شخص ما في الماضي يمكن أن يوفر معلومات مفيدة، فإن استخدام ذلك علناً، في رأيي، يضر أكثر مما ينفع."
مع ذلك، قال بوكر إنه جزء من طبيعة البشر أن يكونوا فضوليين بشأن المجرمين المزعومين وماضيهم في أعقاب القضايا التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.
وأشار إلى هجوم الطعن في بونداي جانكشن والمصلحة العامة في تحديد هوية الجاني الذي قتل برصاص شرطية، قائلاً إن الأسئلة يمكن أن تشمل ما إذا كان لديهم تاريخ من سوء السلوك.
وقال: "في هذه الحالة، قالت الشرطة لوسائل الإعلام إن عبارة "معروف لدى الشرطة" تعني بعض التفاعلات السطحية في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز فيما يتعلق بالصحة العقلية للجاني المزعوم"
وأشار إلى أنه "في بعض النواحي، [هذا] يخفف بعض المخاوف".
