في خمسينيات القرن التاسع عشر خلال حقب حمى الذهب، رمى مجموعة من العمال المرهقين في ملبورن أدواتهم وطالبوا بثماني ساعات عمل في اليوم.
كان هذا أول احتجاج لسلسلة من الانتصارات التي أدت إلى وصول أستراليا لواحدة من أكثر بيئات العمل تقدمًا في العالم بحلول أوائل القرن العشرين.
لكن لم يتغير شيء يذكر في الـ 172 عامًا الماضية عندما يتعلق الأمر بظروف العمل بدوام كامل للموظفين في جميع أنحاء البلاد، كما يقول دينيس موريارتي، مؤسس شركة Our Community للتكنولوجيا ومقرها فيكتوريا.
"أعتقد أن أرباب العمل يقتلون الناس في الواقع بساعات العمل التي يدفعونهم إلى القيام بها - فهذا ليس جيدًا لصحتهم، إنه ليس جيدًا لأعمالهم، كما أنه ليس جيدًا على الاقتصاد".
ويضيف صاحب العمل إن الإنتاجية تحسنت مع أربعة أيام في الأسبوع فقط.
شركة Moriarty الآن في منتصف الطريق خلال دراسة تجريبية مدتها ستة أشهر لأسبوع عمل لمدة أربعة أيام، تديرها Day Week Global 4الغير الهادفة للربح.
Denis Moriarty is the founder and group managing director of Our Community. Credit: Supplied
إنه يعمل جنبًا إلى جنب مع المخططات التجريبية المماثلة التي تحدث في أيرلندا والولايات المتحدة وكندا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
قال السيد موريارتي حتى الآن، النتائج من مكان عمله كانت "ناجحة بشكل لا يصدق".
"لا أعتقد أن موظفينا كانوا أكثر سعادة في أي وقت مضى".
"إنهم يفعلون أشياء أكثر مع أزواجهم ومع أطفالهم، إنهم يمارسون هوايات لم يظنوا أبدًا أنهم سيفعلونها. والإنتاجية أفضل في أربعة أيام مما كانت عليه في خمسة أيام."
أداة لجعل الموظفين يستمتعون بالعمل
كجزء من التجربة، من المتوقع أن يكمل الموظفون 30 إلى 32 ساعة في الأسبوع في أربعة أيام، بنفس الأجر. يمكن أيضًا دمج ترتيبات العمل المرنة، بما في ذلك العمل من المنزل في بعض الأيام.
تقول كارين ساندرز، أستاذة في كلية الإدارة والحوكمة في جامعة نيو ساوث ويلز للأعمال، مع وجود العديد من الشركات في جميع أنحاء العالم التي تبنت العمل عن بُعد في أعقاب جائحة COVID-19 ، يجب على أولئك الذين لا يستطيعون القيام بذلك أن يفكروا بدلاً من ذلك في اعتماد أسبوع عمل لمدة أربعة أيام لموظفيهم.
"بالنسبة لبعض الصناعات والمهن، مثل العاملين في الخطوط الأمامية بما في ذلك الممرضات في المستشفيات والمعلمين، هناك معدلات إرهاق هائلة".
"لذا فهذه حقًا أداة رائعة لجعل الناس أكثر صحة والاستمتاع بعملهم أكثر من ذلك بكثير."
لماذا أستراليا بطيئة في استيعاب نظام أربعة أيام في الأسبوع
على الرغم من الأدلة المتوافرة حتى الان، بما في ذلك في الدول الاسكندنافية والمملكة المتحدة، تقول ساندرز إن العديد من المنظمات الأسترالية كانت مترددة في تحدي الوضع الراهن.
"هذا ليس شائعًا حقًا في أستراليا ... الثقافة تركز بشكل أكبر على الأداء وليس التركيز على رفاهية الناس".
في حين أنها لا تتوقع أن يكون أسبوع العمل لمدة أربعة أيام مقبولًا على نطاق واسع من قبل أرباب العمل الأستراليين في المستقبل القريب، قالت الأستاذة ساندرز إن إجراء المزيد من التجارب والأبحاث سيساعد في إقناع المنظمات بالفوائد.
"كثيرون ليس لديهم خمسة أيام من الإنتاجية بنسبة 100 في المئة في الوقت الحالي لأن الناس مرضى ومتعبون، وكل هذا يجعل إنتاجيتهم وأدائهم أقل."
"لتحسين ذلك، عليك أن تمنحهم يوم إجازة واحد بنفس الراتب".
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand
