حذر البيت الأبيض حلفاءه من أنه يأخذ المعلومات الاستخباراتية الجديدة بشأن تطوير روسيا لقدراتها النووية الفضائية "على محمل الجد".
وتعد الطبيعة الدقيقة للسلاح، وما إذا كان موجوداً بالفعل، غير واضحة، لكن تهديد الأقمار الصناعية يمكن أن يسبب مشاكل عديدة.
ووصف الكرملين التقارير بأنها "تلفيقات خبيثة" لضمان موافقة الساسة الأمريكيين على المزيد من الأموال لمواجهة روسيا.
ماذا نعرف عما يسمى بـ "السلاح الفضائي" الروسي؟
ظهرت شائعات عن تهديد روسي في 14 شباط/فبراير بعد أن حث مايك تورنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، البيت الأبيض على رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية.
وزعم أنها تحتوي على "تهديد خطير للأمن القومي". وانتشرت الكلمتان "نووي" و"فضائي" كالنار في الهشيم، مما أثار القلق بشأن سلاح فضائي روسي غامض.
National Security Council spokesman John Kirby said there would be no physical destruction on earth. Source: AAP / Michael Brochstein/Sipa USA
وقال: "نحن لا نتحدث عن سلاح يمكن استخدامه لمهاجمة البشر أو التسبب في دمار مادي هنا على الأرض".
إذاً، ما هي تكنولوجيا الفضاء النووية التي تطورها روسيا؟
هناك ثلاث تقنيات محتملة: القدرات المضادة للأقمار الصناعية، الأسلحة الفضائية النووية، أو الأقمار الصناعية التي تعمل بالطاقة النووية.
وقالت كاساندرا ستير، نائبة مدير معهد ANU للفضاء، إن العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعمل على تطوير قدرات عسكرية فضائية.
ويشمل ذلك القدرة على مقاطعة أو التدخل في أنظمة الأقمار الصناعية التي تعتبر بالغة الأهمية لأنظمة الاتصالات والملاحة والمراقبة وتوجيه الأسلحة.
The Kremlin has labelled reports of Russan nuclear weapons in space a "malicious fabrication" to ensure US politicians approved more money to counter Russia. Source: AAP / TASS/Sipa USA
وقالت ستير إن الانفجارات النووية أو النبضات الكهرومغناطيسية في الفضاء تم حظرها في ذروة الحرب الباردة، بموجب معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية لعام 1963، بسبب طبيعتها التي لا يمكن السيطرة عليها.
وأظهرت تجربة نووية أجريت على ارتفاعات شاهقة في الولايات المتحدة في عام 1962، والمعروفة باسم Starfish Prime، أن الإشعاع انتشر إلى مسافة أبعد مما كان متوقعاً مع المجال المغناطيسي للأرض، مما أدى لإتلاف الأقمار الصناعية على الجانب الآخر من العالم.
وقال ستير: "من غير الممكن على الإطلاق أن تكون روسيا في معرض تطوير سلاح نووي".
وأضاف "سيكون ذلك ضد مصالحهم الخاصة. لا يمكنهم استخدام سلاح كهذا دون المساس بقدراتهم الخاصة التي يحتاجون إليها بشدة الآن في أوكرانيا".
كما حذرت من أن الحطام الناتج عن تدمير الأقمار الصناعية في الفضاء يتحرك أسرع بعشر مرات من الرصاصة، الأمر الذي من شأنه أن يلحق أضراراً كبيرة بالمعدات الأخرى التي تمتلكها روسيا في الفضاء.
وخلصت إلى أن الخيار الأخير والأكثر احتمالا هو قيام روسيا بتطوير أقمار صناعية تعمل بالطاقة النووية.
من جهته قال أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة نيو ساوث ويلز، إلياس أبو طانيوس، إن روسيا ربما تعمل على تطوير مصدر نووي يمكنه تشغيل الأقمار الصناعية أو غيرها من التقنيات.
أضاف، "المصدر النووي في الفضاء يشبه مفاعلاً نووياً صغيراً لتوليد الطاقة".
LISTEN TO
لماذا تمسك رجل أعمال من بيرث بتقديم الثور المجنح "لاماسو" للأستراليين وما هي أهميته؟
SBS Arabic24
16/02/202415:30
وقال أبو طانيوس إنه تم استخدام المصادر النووية لتشغيل مهمات الفضاء السحيق في الماضي، حيث أن عمرها أطول من عمر المركبات الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، والتي تقل فعاليتها كلما ابتعدت عن الشمس.
وقال إنه من الناحية النظرية، يمكن استخدام هذه المصادر النووية لتزويد الأسلحة بالطاقة، مع القدرة على تعطيل الأقمار الصناعية للبنية التحتية.
هل يجب أن يشعر العالم بالقلق؟
قال كلا الخبيرين إنه على الرغم من أن نهاية العالم ليست قريبة، إلا أنه يجب أن نشعر بالقلق.
وأشارت ستير إلى أن هذا الخبر كان بمثابة تذكير بالمخاطر الكبيرة لأمن الفضاء ونقص المبادئ التوجيهية أو القواعد.
وأشارت إلى أن روسيا لم تكن لاعباً جيداً وعرقلت عدة محاولات من جانب المجتمع الدولي للتوصل إلى اتفاقات توافقية بسيطة حول الفضاء.
وقالت ستير: "إذا كان لدينا صراع في الفضاء، فسيكون ذلك خسارة للجميع".
LISTEN TO
"لا عودة إلى الوراء": كيف سيغير الذكاء الاصطناعي عالمنا ووظائفنا في المستقبل؟
SBS Arabic24
16/02/202415:48
وقال أبو طانيوس إن الفضاء يمكن "تسليحه بعدة طرق" بما في ذلك اختبارات مضادة للأقمار الصناعية من الأرض كما أظهرت الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند.
أضاف، "يجب أن نقلق بشأن التوجه نحو تسليح الفضاء... إذا قمنا بتفجير الأشياء، سينتهي بنا الأمر إلى حطام فضائي يجعل الفضاء غير صالح للاستخدام".
