يبدأ كل برلمان جديد في أستراليا بافتتاح الحاكم العام في اليوم الأول الذي يجتمع فيه المجلسين (النواب والشيوخ) بعد انتهاء الانتخابات الفدرالية.
النقاط الرئيسية
- مراسم وإجراءات افتتاح البرلمان الأسترالي يعود تاريخها إلى أكثر من 400 سنة
- يقوم الحاكم العام بافتتاح البرلمان نيابة عن الملكة إليزابيث في أستراليا
- يؤدي النواب اليمين الدستورية ويتم انتخاب رئيسين لمجلسي النواب والشيوخ
البرلمان الحالي هو السابع والأربعون منذ قيام الاتحاد عام 1901. وتستمر الدورة البرلمانية لمدة ثلاث سنوات بعد تاريخ الجلسة الأولى للمجلسين، ما لم تنته قبل ذلك بحل مجلس النواب أو بحل مزدوج لمجلس النواب.
تاريخ البرلمان في أستراليا
في عام 1901، كان أول برلمان يضم 75 عضوًا في مجلس النواب و36 عضوًا في مجلس الشيوخ، وفي عام 1924 تم إقرار التصويت الإلزامي للمواطنين في الانتخابات الفيدرالية.
بين افتتاح أول برلمان للكومنولث في عام 1901 ونهاية عام 1925، تم تأجيل انعقاد البرلمان حوالي ستين مرة، في الفترة ما بين 1925 و1933 تم تأجيله في خمس عشرة مناسبة فقط، وهي جلسة غالبًا ما كانت تستمر طوال مدة البرلمان.
اول جلسة برلمان في أستراليا في عام 1901 Source: Senate Resource Centre
أعادت الحكومة في عام 1993 ممارسة تأجيل البرلمان قبل حل مجلس النواب لغرض إجراء انتخابات عامة.
ينص الدستور على أنه بعد إجراء انتخابات عامة، يجب استدعاء البرلمان للاجتماع في موعد لا يتجاوز ثلاثين يومًا بعد اليوم الذي تم تعيينه لعودة الأوامر القضائية؛ أي الموعد النهائي المحدد للإخطار الرسمي بنتائج الانتخابات للحاكم العام الذي أصدر الأوامر أو الأوامر الرسمية لإجراء الانتخابات الفدرالية.
الأوامر الدائمة
تتبع إجراءات افتتاح البرلمان لمراسم الأوامر الدائمة لكلا المجلسين وهي القواعد التي تحكم سير الأعمال في كل مجلس. ويتم تحديد يوم الافتتاح بإعلان الحاكم العام، وذلك بناء على نصيحة رئيس الوزراء مع مراعاة الحدود الزمنية الواردة في الدستور.
تشير الأوامر الدائمة لكلا المجلسين إلى أن الافتتاح الرسمي للبرلمان يتم في غرفة مجلس الشيوخ، وهي ممارسة مستوحاة من العادات والتقاليد البريطانية.
لماذا يتم الافتتاح في مجلس الشيوخ؟
يعود ذلك إلى واقعة تاريخية شهيرة في بريطانيا، وبالتحديد في عام 1642 عندما تولى تشارلز الأول برفقة حرس مسلح عند باب مجلس العموم، كرسي المتحدث وطالب باستسلام خمسة أعضاء متهمين بالخيانة العظمى، وهو إجراء اعتبره مجلس النواب العموم خرقا لحقوقه.
ونظرا لأن التقاليد البرلمانية المتبعة في أستراليا تعكس المراسم البريطانية، فحتى يومنا هذا، لم يدخل الملوك البريطانيون مجلس العموم، ويتم افتتاح البرلمان هناك في مجلس اللوردات، وفي أستراليا، انعكاسًا لهذه الممارسة، يتم الافتتاح في مجلس الشيوخ.
الملك تشارلز الأول عام 1642 Source: Monuments Men Foundation
وقائع يوم الافتتاح
قبل يوم الافتتاح، عادة ما يقوم كلا من رئيس الوزراء الجديد وزعيم المعارضة بالذهاب إلى النصب التذكاري ووضع إكليل من الزهور أمامه لتذكر تضحيات الجنود الأستراليين على مر العصور.
وجرت العادة على ذهاب رئيس الوزراء وبعض النواب إلى الكنيسة لأداء مراسم دينية في الصباح قبل التوجه إلى مقر البرلمان لحضور الافتتاح والجلسة الأولى.
Source: AAP
يبدأ يوم الافتتاح بمراسم الترحيب الخاصة بممثلي السكان الأصليين المحليين. وأقيم الحفل لأول مرة في عام 2008، وأصبح منذ ذلك الحين سمة دائمة لافتتاح البرلمان بعد أن غيّر كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب أوامرهما الدائمة ليشمل هذا التقليد.
أثناء دورة البرلمان، يؤدي رئيس البرلمان اليمين الدستورية لأي أعضاء منتخبين أو معينين حديثًا في البرلمان، حسب الاقتضاء. ومع ذلك، في يوم الافتتاح، قد يكون هناك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ والأعضاء الجدد الذين سيؤدون اليمين بدون وجود رئيس مناسب في المنصب. في هذه الحالة، يعين الحاكم العام نائبه أو نوابه للقيام بكل المراسم اللازمة لافتتاح الجلسة.
بعضها قد لا تتخيله: تعرف على طقوس ومراسم افتتاح البرلمان في أستراليا Source: AAP
طرقة الحاجب الشهيرة
بالنظر إلى إجراءات الافتتاح، يجتمع كلا المجلسين في الوقت المحدد بالإعلان، عادةً في الساعة 10.30 أو 11.00 صباحًا. إذا كان هناك رئيس في منصبه، فإنه يتولى الرئاسة ويقرأ كاتب مجلس الشيوخ الإعلان الذي يدعو البرلمان بمجلسيه.
ومن ضمن التقاليد الغريبة والمستوحاة من التقاليد البريطانية، إعلان حاجب العصا السوداء أو (Black Rod Usher) عن وصول النائب الذي يأمر بعد ذلك الحاجب بطلب حضور أعضاء مجلس النواب في غرفة مجلس الشيوخ.
يقوم الحاجب بحمل عصاه والقيام باستخدامها ليطرق على باب مجلس النواب 3 طرقات متتالية كتقليد متبع لاستدعاء النواب إلى مجلس الشيوخ.
Source: AAP
عندما يجتمعون، يقرأ كاتب مجلس الشيوخ تفويض الحاكم العام للنائب بإعلان افتتاح البرلمان. بعد القيام بذلك، يخبر النائب الأعضاء المجتمعين أن الحاكم العام سيعلن شخصيًا في خطابه الافتتاحي أسباب دعوة البرلمان معًا.
المتحدث الرسمي بالإجبار!
ومن ضمن الإجراءات المهمة، قيام مجلس النواب بانتخاب متحدث رسمي أو من يتقلد منصب كرسي البرلمان، حيث لا يمكن القيام بأي جلسة برلمانية من دونه.
وبعد الانتهاء من انتخاب متحدث عن مجلس النواب، يقوم زملاؤه بتهنئته واقتياده إلى كرسي البرلمان بالإجبار.
ومن التقاليد المتعارف عليها أن يذهب المتحدث إلى الكرسي على مضض، حيث جرت التقاليد البريطانية على اقتياد المتحدثين إلى البرلمان تمهيدا لسجنهم أو الحكم عليهم بالإعدام.
Source: AAP
كلمة الحاكم العام
يمثل الحاكم العام في أستراليا الملكة إليزابيث الثانية لذلك مهامه البروتوكولية هامة للغاية في الدعوة للانتخابات وافتتاح البرلمان وأداء اليمين الدستورية بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى.
بعد الإعلان عن ذلك، يتم تعليق جلسة مجلس الشيوخ حتى موعد إلقاء الحاكم العام للخطاب الافتتاحي، وعادة ما يكون ذلك في الساعة 3:00 من مساء اليوم نفسه.
يقوم الحاكم العام بإلقاء الخطاب الافتتاحي، ويترك الغرفة، يليه رئيس وأعضاء مجلس النواب، ويستأنف رئيس المجلس الرئاسة. ومن أولى الإجراءات التي يتخذها الرئيس تقديم تقرير عن خطاب الحاكم العام إلى مجلس الشيوخ. ويمكن بعد ذلك تقديم اقتراح بشأن خطاب الرد على خطاب الحاكم العام أو تأجيل النظر في الخطاب.
Australian Governor-General David Hurley. Source: AAP
حق الرد
عنوان الرد أو ما يسمي (The address-in-reply) هو الرد الرسمي لكل مجلس على الكلمة الافتتاحية للحاكم العام.
النقاش حول عنوان الرد هو مناسبة لمناقشة واسعة النطاق حول أي مسألة يمكن أن ينظر فيها البرلمان بشكل صحيح، بما في ذلك سلوك الحكومة وإدارة الدوائر الحكومية وأي تشريع مقترح سيتم تقديمه والحاجة إلى اتخاذ تدابير تشريعية أخرى.
في مجلس الشيوخ، غالبًا ما تكون المناقشة مناسبة لأعضاء مجلس الشيوخ الجدد لإلقاء خطاباتهم الأولى.
بمجرد الموافقة على ذلك، يتم تقديم خطاب الرد رسميًا إلى الحاكم العام من قبل الرئيس الذي يرافقه أعضاء مجلس الشيوخ إلى مقر الحكومة. يقدم الرئيس في وقت لاحق تقارير إلى مجلس الشيوخ بشأن تقديم خطاب ورد الحاكم العام.
