تملك جيمي لي في ميزانيتها نصف الشهرية ما يكفي من المال لحوالي أربع رحلات بالحافلة في مدينتها بتسمانيا.
هي قادرة على القيام برحلتين فقط، ذهاباً إلى الخارج وإياباً إلى المنزل. أما بالنسبة لأي شيء آخر، فليس لديها ببساطة ما يكفي من المال من مدفوعات الباحثين عن عمل بعد دفع الإيجار والفواتير.
"إذا خرجت لتناول العشاء، فلن أطلب أي شيء، سأكتفي بالجلوس هناك".
تقول جيمي إن الخروج من المنزل أصبح مكلفاً للغاية، كما أصبح التواصل الاجتماعي صعباً أيضاً.
وتصف حياتها بأنها تدور في "دائرة مرعبة".
"أنا منهكة لأنني لم أتناول ما يكفي من الطعام، ولأنني لم أتناول ما يكفي من الطعام، فأنا لا أملك القدرة الاجتماعية على التحدث مع الناس بطريقة مناسبة".
"بعد ذلك أفكر بأسئلة صعبة مثل: هل يمكنني الحصول على وظيفة؟ هل يمكنني الاحتفاظ بوظيفة لأنني متعبة للغاية؟".
ويدعو المدافعون عن الرعاية الاجتماعية البرلمانيين الفيدراليين إلى رفع الدعم للباحثين عن عمل مجدداً هذا العام عندما يقوم وزير الخزانة جيم تشالمرز بتسليم الميزانية في 19 أيار/مايو، بحجة أنها يجب أن تتماشى على الأقل مع التضخم.
وقال تشالمرز الشهر الماضي إنه سيكون هناك بعض التدابير للتخفيف من تكاليف المعيشة في الميزانية، لكن لا ينبغي للأستراليين أن يتوقعوا "تدفقاً نقدياً" كبيرًا.
وتضمنت ميزانية شهر أيار/مايو من العام الماضي زيادة قدرها 40 دولار كل أسبوعين للذين يتلقون مدفوعات الرعاية الاجتماعية بما في ذلك JobSeeker وYouth Alance وAustudy وغيرها، اعتباراً من 20 أيلول/سبتمبر من هذا العام، والتي بلغت 2.85 دولار في اليوم.
جيمي تحدثت إلى أس بي أس العام الماضي عن الألم الذي أصابها لأن الزيادة كانت طفيفة للغاية، لكنها تقول أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة منذ ذلك الحين.
"ليس لدينا المال لشراء غسالة جديدة نحتاجها بشدة... ولا نستطيع القيادة للحصول على غسالة مجانية."
"في العام الماضي، كان مبلغ 200 دولار تقريباً للبقالة كافياً لإطعامي أنا وشريكتي في المنزل لمدة أسبوعين دون مشاكل كبيرة، لكن هذا المبلغ يكفينا الآن لمدة أسبوع".
"لقد اعتدت على ذلك لأن وقتاً طويلاً قد مضى لكنه أمر سيء أن تستطيع بالكاد تحمل تكاليف المعيشة".
LISTEN TO
"يجب تحقيق التوازن": هل نسي الأستراليون الأثر الإيجابي للمهاجرين في أستراليا؟
SBS Arabic24
04/04/202412:39
ولا يقتصر الأمر على جيمي فحسب، فالحياة أصبحت أكثر صعوبة لأصحاب الدخل الأدنى في أستراليا العام الماضي وفقاً لتقرير جديد من Anglicare يقول إن مدفوعات برنامج JobSeeker قليلة جداً ولا يمكنها تغطية تكاليف المعيشة الأساسية.
وقال التقرير إن تكاليف السكن ارتفعت بنسبة 22 في المائة بين كانون الأول/ديسمبر 2021 وكانون الأول/ديسمبر 2023، في حين ارتفعت أسعار المواد الغذائية والبقالة بنسبة 17 في المائة، كما ارتفعت فواتير الكهرباء بنسبة 17 في المائة، ووسائل النقل بنسبة 11 في المائة.
وقالت كاسي تشامبرز، المدير التنفيذي لمؤسسة Anglicare إن عدد الأشخاص الذين يطلبون الدعم من المؤسسة الخيرية يتزايد، وكذلك حجم الأموال التي يطلبونها.
أضافت: "إننا نرى أشخاصاً لم نكن نراهم من قبل".
"إننا نرى عائلات لديها عمل، ونرى أسراً لديها دخلان تأتي للحصول على المساعدة. منذ حوالي 10 سنوات، كانت مبالغ صغيرة جداً مفيدة للناس، لكننا الآن نرى أسراً لا تستطيع تلبية احتياجاتها. إيجارها الأسبوعي".
Source: SBS
أضافت: "يجب أن يكون هناك تغيير هيكلي في كيفية تصميم مدفوعات الأشخاص في سن العمل فعلياً حتى يتمكن الأشخاص الذين يستفيدون منها من الحصول على مستوى معيشي يسمح لهم بالبحث عن عمل"، مضيفة أن مؤسسة Anglicareتطالب بزيادة مدفوعات الرعاية الاجتماعية في الميزانية.
وكان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي قد ألمح الأسبوع الماضي إلى أن الحكومة ستمدد تخفيف أسعار الطاقة، معلنا أن الشركات الصغيرة والأسر ستكون محور تركيز الحكومة في ميزانية أيار/مايو.
ولم يعلق بعد على ما إذا كان سيتم زيادة مدفوعات الباحثين عن عمل أو ما شابه ذلك.
ويقول اتحاد العمال الأستراليين العاطلين عن العمل إنه ينبغي رفع المدفوعات إلى معدل الفقر المعترف به في أستراليا على الأقل وهو 88 دولار في اليوم.
لكن المتحدثة باسم الاتحاد كاثرين كاين تقول إن هذا الرقم من المحتمل أن يكون منخفضاً للغاية ولا يعكس بدقة آثار التضخم على الأستراليين.
"بالنسبة لجميع الأستراليين، سواء كانوا يعملون أم لا، نحتاج لأن تكون لدينا فكرة جيدة عن تكلفة المعيشة الفعلية، وما هو خط الفقر الفعلي حتى نتمكن حقاً من فهم تأثير تكلفة المعيشة".
"نشعر جميعاً بذلك بشكل فردي في كل مرة نذهب فيها إلى السوبرماركت وننظر إلى الفاتورة أو نذهب لملء الخزان بالوقود، لكن ليس لدينا فهم اجتماعي لمدى سوء الأمور".
واتصلت أس بي أس الإخبارية بمكتب تشالمرز للحصول على تعليق.
