أوّل صفعة تلقّتها كانت في شهر العسل. ناجية من العنف الأسريّ تروي قصّة 25 سنة من المعاناة

Blurred Motion Of Hand Slapping Woman On Face

Source: EyeEm

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تتعرّض واحدة من كل ثلاث نساء أستراليات لنوع من أنواع العنف الأسريّ المعنوي، الجسدي أو الجنسي على يد رجل منذ سن الخامسة عشر. من خلال حملة لمكافحة العنف الأُسريّ سوف نسلّط الضّوء على قصّة جود "باسمها" المستعار احترامًا لخصوصيّتها. جود تحدّثت اليوم وللمرّة الأولى عن تعرّضها للعنف الأُسري من قبل زوجها لمدّة خمس وعشرين سنة.


حاولتُ جاهدة ألّا أترك دموعي تفرض نفسها عليّ فيما كانت جود تروي جود تفاصيل قصّة داخل جدران تحجب مشهد العنف وصفعة "اللسان" التي هي أحيانًا هي أكثر ألمًا من صفعة الكفّ. إنّها جود "باسمها" المستعار الذي لا أدري لماذا اخترته لها لتتنقّل في ظلّه وتخبر دون خوف قصّتها مع احترام خصوصيّتها.


النقاط الرئيسية

  • لبنانيّة تزوجت في سنّ الثّامنة عشر من شاب أسترالي من أصول لبنانيّة
  • أوّل صفعة تلقّتها كانت في اليوم الأوّل من الزّواج
  • إبنتها هي التي دفعتها لترك البيت بعد خمس وعشرين سنة من العنف الأسري

 إنّها قصّة الصّبيّة الجميلة، بشعرها الطّويل التي كانت تحلم أن تكون مضيفة طيران بعد أن أتمّت بنجاح شهادة الثّانوية العّامة في قسم الفلسفة. ولكن سرعان ما انكسر حلمها، حين أُجبرت على الزّواج من الشّاب الأسترالي الذي "رح يِفرجها ويفرج العيلة " كما تمنّى أهلها. شاب لم تعرفه ولم تتمكّن من التعرّف إليه إلّا بعد الزّواج بحجة هي حسب قولها:
قالولي يللّا بكرا بتروحي عأستراليا وبتكفّي عِلمك هونيك. مش ضروري تحبّيه، الحب بيجي بعد الزّواج!

أوّل صفعة في أول ليلة من شهر العسل

روت جود أن أوّل صفعة تلقّتها كانت في أوّل ليلة من شهر العسل! كانت تبكي على أثر معرفتها بأنّ نسيبتها التي كانت إشبينتها، قد خسرت طفلها بعد الولادة، ممّا جعل العريس يصفع عروسته لأنّ البكاء ممنوعٌ في شهر العسل! كانت تلك هي الصّفعة الأولى ولكن لم تكن الأخيرة.

عبّرت جود عن أنّها تلّقت الأمر وكأنه شيءٌ عاديّ قائلة:
لأنّي بكيت أكلت كَفّ! قبلت هالشي. إمّهاتنا كمان كانوا يمكن يتعنّفوا ويسكتوا وكانوا مثال إلنا.
وأضافت أنهّا تخرجت من المدرسة مزوّدةً بماد ثقافيّة متنوّعة حول مواد عدّة ولكن لم يعلّمها أحد أن تقول "لا" وأن تواجه أي شكل من أشكال العنف.

هوّة كبيرة بينها وبينه

اعترفت جود أنّها اكتشفت أنّ زوجها كان أُميًّا بعد الزّفاف. فكان عدائيًّا تجاه أي شيء تقوم به قائلة:
ازا كان يشوفني عم إقرا كتاب، ياخدو من إيدي ويكبّو!
كانت جود تواجه نوبات غضبه الجسديّ واللفظي بهدوئها ولطفها، وكان ذلك يُعتبر موقف ضعف بالنسبة إليه إلى أن حاولت أن تقول "كفى" بعد اثنتي عشرة سنة فوجدت نفسها مرميّة مع بناتها في الشّارع دون أي سند فاضطرت للعودة من أجل أولادها قائلة:
ولادي كسرولي ضهري!
كان زوجها يمنعها من العمل أو من التمكّن من اللغة الإنكليزيّة لتبقى عاجزة وغير مستقلّة.

وذكرت أنّه لم يكن لديها أحدٌ في أستراليا وأنّ نسيبها الوحيد هنا قال لها:
نحنا ما عنّا بنات تترك بيتها!

إبنتها تصرخ "كفى"

حاولت جود أن تخفي آثار العنف عن بناتها إلّا أن العينين والمشاعر تفضح قائلة:
أحيانًا الامرأة لمّا بتتعنّف بتخبّي عن ولادها بس المشاعر بيفضحوها وعينيها بيفضحوها! ولادي كانو يجوا ويشوفوا الكبايات مكسّرة عالأرض.
بقيت جود ضحيّة عنف أسري طيلة خمس وعشرين سنة إلى أن سندتها إبنتها الكبرى قائلة لها:

 نحنا طالعين من البيت ازا إنت مش طالعة!  كانت بنتي سندي هيي قالتلي بيكفّي!

وختمت داعية كل امرأة ألّا ترضخ للعنف وألّا تستسلم معلنةً بجرأة:

"كوني مثال صالح لولادك بس ما تسمحي حدا يعنفك! خلّي كل رجّال يندم انو مدّ ايدو ع مرا."

إذا كنت قد تأثرت أو أي شخص تعرفه بالاعتداء الجنسي أو العنف الأسري أو المنزلي، اتصل على 1800RESPECT على الرقم 1800737732 أو قم بزيارة. في حالة الطوارئ، اتصل بـ 000.


شارك