يتفق كثير من الأطباء وخبراء الصحة على أن الطفرات والتغيرات في بنية الفيروسات التاجية – منها فيروس كورونا – قد تكون أشد عدوى وتسبب مضاعفات أخطر لدى المصابين بمقارنة بالسلالة الأصلية.
النقاط الرئيسية
- سجّلت منظمة الصحة العالمية إلى الآن 7 نسخ متحورة من فيروس كورونا.
- متحور دلتا الذي ظهر لأول مرة في الهند يتسبب بالتهابات رئوية حادة لدى المصابين.
- متحور دلتا يتسبب بمضاعفات خطيرة لدى كبار السن والشباب على حد سواء ويستدعي في كثير من الأحيان الإدخال إلى قسم العناية المركزة.
ومنذ بداية الجائحة التي أصاب خلالها فيروس كورونا أكثر من 189 مليون شخص حول العالم، تواصل منظمة الصحة العالمية مراقبة الطفرات التي طرأت على بنية الفيروس عن كثب حيث تم تسجيل ما يصل إلى 7 نسخ متحورة للفيروس، من أخطرها متحور ألفا الذي ظهر في بريطانيا لأول مرة ومتحور دلتا الذي ظهر في الهند أثناء موجة العدوى الأخيرة التي فتكت بالبلاد وأوقعت أكثر من 200 ألف قتيل.
وقال اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى Campbelltown في سيدني، د. بول قزي، ان البيانات تشير إلى أن متحور دلتا "عنيف للغاية" وقادر على التسبب بمضاعفات خطيرة لدى المصابين به من شتى الفئات العمرية "من الأطفال إلى الشيوخ".
وأوضح د. قزي المزيد من التفاصيل عن هذه النسخة المتحورة قائلاً : "المشكلة الكبيرة في هذا المتحور تكمن في أنه شديد العدوى ولا يدرك الشخص أنه مصاب إلا بعد بضعة أيام من التقاط العدوى".
Source: NSW Health
أما المضاعفات الأشد خطورة للمتحور فتكمن في "الالتهابات التي يتسبب بها في الرئتين وما يلحق ذلك من تجمع للماء فيها".
وكما تشير كبيرة مسؤولي الصحة في نيو ساوث ويلز، د. كيري تشانت، في الإحاطة اليومية لإصابات كورونا، فإن عدد المرضى الشباب في أقسام العناية المركزة إلى ارتفاع خلال موجة العدوى الحالية في الولاية والتي أصاب فيها الفيروس إلى الآن أكثر من 1000 شخص منذ تشكل بؤرة Bondi قبل 30 يوماً.
وهذا ما أكد عليه د. قزي: "كل يوم نشرف على حالات مرضى من كل الفئات العمرية بحاجة لأكسجين وعناية فائقة بسبب اصابتهم بالمتحور دلتا. هذه النسخة من الفيروس لا تفرق بين الأصحاء وأولئك ممن يعانون من أمراض مزمنة. الخطر يتربص بالجميع".
وأخيراً تمنى د. قزي على أبناء الجالية العربية، عدم الاكتراث لما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار كاذبة ونظريات مؤامرة تهدف إلى زرع بذور الشك لدى الناس ما قد يشكل خطورة بالغة على حياتهم. وختم خبير الأمراض التنفسية قائلاً: "من لا تزال الشكوك تساوره ازاء خطورة الفيروس، عليه أن يرافقني في جولة في المستشفى ليرى الأثر بعينه. علينا اتباع النصائح الحكومية وتعليمات السلطات الصحية لنعبر هذه المرحلة بسلام".
استمعوا إلى المقابلة مع أخصائي أمراض الجهاز التنفسي د. بول قزي في التدوين الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
