بعد تشديد القيود مجددا في ملبورن مستشار في الصحة العالمية: "المبالغة في الوقاية أفضل من العجز عن العلاج"

 Dr Basim Alansari

الدكتور باسم الأنصاري يتحدث عن الضغوط على القطاع الصحي وعن طرح اللقاح على الأطفال بين 12 و15 عاما من العمر Source: Dr Basim Alansari/ Pixabay

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

أدت إصابة واحدة بفيروس كورونا بملبورن إلى طرح أسئلة حول فعالية الاجراءات في الحجر الصحي وأعادت بعض القيود على السكان. فهل ردة الفعل عليها مبررة أم مبالغ فيها؟


بعد أن خلد الكثيرون إلى النوم في ملبورن ليلة أمس، خرج رئيس حكومة الولاية دانيال أندروز ليعلن في مؤتمر صحافي حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء، عن إصابة رجل من الذين يعملون في فندق للحجر الصحي بفيروس كورونا وعن إعادة بعض القيود على السكان.

الرجل المصاب كان يعمل في فندق الحياة حيث ينزل لاعبو التنس وأعضاء الفرق ومساعدوهم والذين كانوا يتهيؤون للبدء ببطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب التي ستبدأ رسميا يوم الاثنين في التاسع من الشهر الجاري.

وكردة فعل على تلك الإصابة أعيد فرض ارتداء الكمامة في الداخل، وألغي القرار الذي كان سيسمح بعودة 75 بالمئة من الموظفين إلى مراكز عملهم يوم الاثنين، كما وأعيد خفض عدد الأشخاص في التجمعات داخل المنازل إلى 15 شخصا كحد أقصى.

واليوم عقد المسؤولون عن دورة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب مؤتمرا صحافيا أعلنوا فيه عن تأجيل المباريات التمهيدية التي كانت مقررة اليوم إلى يوم الغد، انتظارا للكشف عن نتائج الفحوصات التي خضع لها أكثر من 500 من اللاعبين ومساعديهم، ويتوقع المسؤولون أن تكون النتائج سلبية.

وكان طُلب من 520 منهم العزل التام وإجراء الفحص صباح هذا اليوم. وتقام حاليا ست دورات للرجال والسيدات في مدينة ملبورن في اطار الاستعدادات للبطولة الكبيرة.

وفي مؤتمر صحافي عقده أندروز صباح اليوم قال إن هناك 21 حالة نشطة لفيروس كورونا في الولاية، من بينها حالة الرجل الذي كشف عنها مساء، وحالتان في الحجر الصحي الفندقي.
عظم المشكلة تجعل بعض الحلول تبدو وكأنها مبالغ فيها
وفي حديث مع SBS Arabic24 قال الدكتور باسم الأنصاري، الباحث في مجال الصحة والتجمعات الجماهيرية والمستشار في الصحة العامة العالمية، إنه ونظرا لما مر به العالم منذ أكثر من سنة من تداعيات اقتصادية واجتماعية ونفسية يصبح اتخاذ خطوات وقائية مهم جدا لمنع تفاقم الوضع أكثر.

"عظم المشكلة تجعل بعض الحلول تُرى وكأنها مبالغ فيها، ولكن إذا لم نقم بالوقاية التي يمكن أن تكون مبالغا فيها في بعض الجوانب، فسوف يكون العلاج صعبا جدا".

وأشار الدكتور باسم الأنصاري إلى "الوضع المتفاقم في دول كبيرة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبعض دول أوروبا، التي أدت فيها الإصابات بفيروس كورونا إلى انهيار بالنظام الصحي".

وكشف أن الاختبارات المبكرة لجهات الاتصال العائلية لعامل الحجر الصحي الفندقي جاءت سلبية وأن السلطات تواصلت مع بـ 19 من أصل 20 مخالطا أساسيا للعامل وفرضت عليهم العزل. كما أكد أنه سيترك إغلاق الحدود مع فيكتوريا للولايات الأخرى، مؤكدا " أن تركيزه منصب على احتواء الأمر".

وأشاد رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز في مؤتمر صحافي صباح اليوم، بالعامل المصاب وقال إنه كان مثالا للموظف المثالي الذي اتبع كل الاجراءات المطلوبة للحماية، وأبدى تعاونا كبيرا مع السلطات من خلال إعطاء كل المعلومات حول تحركاته في الأيام القليلة الماضية.

وكان البعض تساءل حول كيفية التقاطه للعدوى وطرحت علامات استفهام حول نظام الحجر الصحي في الفنادق وحول أنظمة تكييف الهواء فيها. وأشار البعض إلى أن الغرف المغلقة قد تؤدي إلى خروج الجزيئيات المعدية إلى الممرات عندما تفتح الأبواب.

ويقول الدكتور باسم الأنصاري إن موضوع التهوئة مهم جدا ولذلك تختلف احتمالية نقل العدوى بين الأمكنة المغلقة والأمكنة المفتوحة، فنسبة انتقال العدوى تزيد في الأماكن المغلقة.
الوقاية لا تكون فعالة تماما إلا إذا طبقت بطريقة صحيحة وعلمية ودقيقة
وشدد الدكتور باسم الأنصاري على ضرورة تطبيق إرشادات الوقاية بالطريقة الصحيحة وإلا فلن تكون نافعة.

"الوقاية يجب أن تكون بالطريقة الصحيحة والعلمية والدقيقة، وإذا لم يحصل ذلك فلا تنفع الوقاية إلا بنسبة محدودة، ففعالية الكمامة مثلا تعتمد على نوعيتها ومن يرتديها وكيفية ارتدائها".

استمعوا إلى الحديث مع الدكتور باسم الأنصاري كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة. 


شارك