"عقدة من اللاجئين": سيدتان عربيتان ترويان تجربتيهما المتناقضتين عن اللجوء في أستراليا

Refugee Transfer Bill

"عقدة من اللاجئين": سيدتان عربيتان ترويان تجربتهما المتناقضتين عن اللجوء في أستراليا Source: SBS

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تجربة اللاجئ في أستراليا بها الكثير من التناقضات وربما تعتمد على طريقة الوصول.


النقاط الرئيسية
  • تم استثناء العاملين في خدمات الاستقرار من تمويل بقيمة 4 مليارات دولار للخدمات المجتمعية.
  • شككت منظمة العفو الدولية في عدم تغيير سقف الاستيعاب الإنساني المحدد في الميزانية الفيدرالية.
  • حاملو التأشيرات مؤقتة يلجؤون إلى المؤسسات الخيرية بسبب انخفاض الدعم.
تجلس منال النداف، اللاجئة السورية التي وصلت لأستراليا في عام 2019، كل يوم لحفظ كلمات جديدة من اللغة الإنجليزية.

وكانت السيدة منال التي انتقلت لأستراليا مع ابنتِها نانسي وزوجِها رائد، تسعى لإكمال دراستها في أستراليا.

وتقول بروح معنوية عالية: "أحب أن أدرس القانون، لأكون محامية أو أكثر، قاضية، أحب أن أكون مع المظلومين."

مع بداية الحرب في سوريا انتقلت منال مع زوجها للعراق، ومن هناك قدمت على لجوء لأستراليا وقُبِل طلبُها لتنتقل مع أسرتها الصغيرة إلى ملبورن.

رحلة اللجوء لمنال كانت قصيرة وتركت عندها انطباعاً جيداً عن أستراليا وهي تصفها بالشكل التالي: "عرفنا إن أستراليا هي بلدنا، وهذه أول خطوة للاستقرار".
يعمل زوج منال في قطاع البناء والتشييد ويستكمل دراسته ليدخل الجامعة. تسعى الأسرة الصغيرة للوصول لحلمها هنا: "الحمدالله نسعى الآن للاستقرار المادي، نخطط للعمل والدراسة بالجامعة، ثم نتملك منزل وهو حلم كل الناس أن يتملكوا منزل، يشعرهم بالاستقرار."

على النقيض، ترى منار غنيم، اللاجئة السورية التي جاءت بالقارب عام 2013، أن أستراليا عاملتها وأسرتَها بشكل ظالم: "لم أتوقع هذا من أستراليا، أن يعاملونا كأننا فئة مختلفة في المجتمع، ينظرون لنا نظرة مختلفة، يقولون لنا أنتم جئتم عن طريق البحر فليس لكم هذا ولا ذاك، وحتى الآن لا نعرف مصيرنا."

منار انتظرت لسنوات طويلة حتى تحصل على تأشيرة حماية تسمح لها بالبقاء لمدة طويلة، لكنها مُنحت تأشيرة تجدد كل ثلاث شهور، وبعد ثمانية أعوام من الانتظار حصلت منار على تأشيرة حماية لمدة ثلاث سنوات، تسمح لها هذا التأشيرة بالدراسة، وبدأت منار على الفور بالالتحاق بدورة تأهلها للعمل في المختبرات الطبية.

لكن فترة الانتظار تركت مرارة عند اللاجئة التي كان يبلغ عمرها حينها 30 عاماً ووصلت إلى هنا وهي في ريعان الشباب.

تقول السيدة منار: "ضياع الوقت، ضياع العمر، لقد جئت صغيرة، فلو أخدت أوراق رسمية (منذ وصولي) كان معي الجنسية لأستطيع دخول الجامعة، كانت مرحلة صعبة بحياتنا".

مصير اللاجئين على المحك بينما تحارب خدمات الاستقرار للحصول على التمويل

ومؤخرا، شككت منظمة العفو الدولية في عدم تغيير سقف الاستيعاب الإنساني المحدد في الميزانية الفيدرالية.

وقال زكي حيدري الناشط في المنظمة إن حزب العمال قد وعد ببذل المزيد من الجهد لزيادة عدد اللاجئين والأماكن الإنسانية التي تراجعت لتقترب من أدنى مستوياتها، في حين تم تخصيص ملايين أخرى لاحتجاز اللاجئين في الخارج.

لقد تم استثناء العاملين في خدمات الاستقرار التي تساعد الوافدين الجدد في الحصول على فرص العمل والتعليم والإسكان والرعاية الصحية وغيرها من أشكال الدعم من تمويل بقيمة 4 مليارات دولار للخدمات المجتمعية.

تقول الحكومة الفيدرالية إن زيادة التمويل تجعل العمال المتأثرين يتماشون مع مؤشر أسعار الأجور، الذي يقيس التغيرات في أسعار العمالة.

لكن مؤسسات خدمات الاستقرار مثل Settlement Services International التي تدعم حوالي 50 ألف مهاجر، قالت إن اللاجئين سيتضررون بشدة على المدى الطويل.

كما قالت الرئيسة التنفيذية لـ Settlement Council of Australia، ساندرا الحلو، إن العمال ومقدمي الخدمات الذين يواجهون ارتفاع التكاليف يتم دفعهم إلى نقطة الانهيار، مما قد يجبر المهاجرين واللاجئين المستضعفين على تدبير أمورهم بأنفسهم.

من جهته، قال عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر، نيك مكيم، إن الميزانية تفتقر إلى الإنسانية والرحمة، وتغلق سياسات التحالف القديمة بدلاً من الوفاء بوعود حزب العمال الانتخابية، بل تخصص مليارات الدولارات لاحتجاز اللاجئين في الخارج، ولا تزيد أعداد اللاجئين ولا تعترف بالأزمة الإنسانية الرهيبة التي ساعدت أستراليا في خلقها في أفغانستان".

كما قال مركز موارد طالبي اللجوء إن الميزانية أبقت على نظام "غير عادل وظالم وغير متساوي"، حيث إن دعم الكومنولث لخدمات طالبي اللجوء قد انخفض منذ 2016، مما دفع الناس الذين يحملون تأشيرات مؤقتة للجوء إلى المؤسسات الخيرية لمساعدتهم.

الحياة الأسرية

تتمحور حياة منال وزوجها حول ابنتهما نانسي، في السابق ساءت حالة نانسي بسبب ظروف الحرب والانتقال لأربيل، فالأب يعمل 14 ساعة في اليوم للإنفاق على الأسرة، والأم متخوفة من الخروج من المنزل في مدينة جديدة عليها، في هذه الفترة انطفأت نانسي وتوقفت عن اللعب.

كانت حالة نانسي هي الشغل الشاغل لمنال التي تقول: "مررت بحالة نفسية صعبة، أكثر شيء أثر في أن بنتي كانت تعبة جداً، تغيرت فوراً (بعد القدوم لأستراليا) لأن زوجي كان معنا في المنزل، وهناك حدائق كبيرة للعب، تغيرت نفسيتها للغاية، وتحسنت أكثر عندما دخلت روضة الأطفال."

تعلمت نانسي العديد من الكلمات في الروضة، تحب الرسم وإطلاق النكات رغم صغر عمرها، ترى منال لنانسي مستقبلا واعداً في أستراليا وتتمنى أن تحقق نانسي أحلامها.

"أتمنى أن تفعل كل ما تريده (..) عندنا نقص في الأحلام، كل ما تمنيناه لم نستطع تحقيقه، كان هناك نقص، ولذلك أتمنى لابنتي أن تفعل أي شيء تحلم به."

وتضيف: "نحن لا ننوي الرحيل أبداً، بلدنا هي أستراليا وسنظل هنا."

على الجهة المقابلة، تسعى منار لترك أستراليا تماماً، فقد تزوجت وزوجها مستقر في نيوزيلندا، حاولت منار أن تحصل له على تأشيرة للقدوم لأستراليا والاستقرار معها لكن هذا تعذر مع بداية وباء كورونا.

لذا سعت للمغادرة وبدء حياة جديدة في نيوزيلندا، فقد خابت توقعاتها في أستراليا على حسب تعبيرها.

"توقعت أن أصل إلى هنا وتحميني الدولة".

لكن منال ترى أن أستراليا لا تسامح لاجئي القوارب وتؤكد أن "أستراليا عندها عقدة" من هؤلاء اللاجئين.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

شارك